کد مطلب:90533 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:137

خطبة له علیه السلام (46)-حین قتل طلحة و انفضّ أهل البصرة















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ الأَوَّلِ قَبْلَ كُلِّ أَوَّلٍ، وَ الآخِرِ بَعْدَ كُلِّ آخِرٍ، بِأَوَّلِیَّتِهِ وَجَبَ أَنْ لا أَوَّلَ لَهُ، وَ بِآخِریَّتِهِ وَجَبَ أَنْ لا آخِرَ لَهُ.

وَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَریكَ لَهُ، شَهَادَةً یُوافِقُ فیهَا السِّرُّ الإِعْلانَ، وَ الْقَلْبُ اللِّسَانَ. [ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ].

مَعَاشِرَ النَّاسِ، اتَّقُوا اللَّهَ، [ وَ ] اتَّقُوا خِدَاعَ الآمَالِ[1] فَكَمْ مِنْ مُؤَمِّلٍ مَا لا یَبْلُغُهُ، وَ بَانٍ مَا لا یَسْكُنُهُ، وَ جَامِعٍ[2] مَا سَوْفَ یَتْرُكُهُ، وَ لَعَلَّهُ مِنْ بَاطِلٍ جَمَعَهُ، وَ مِنْ حَقٍّ مَنَعَهُ.

[صفحه 442]

أَصَابَهُ حَرَاماً، وَ احْتَمَلَ بِهِ أَثَاماً، فَبَاءَ بِوِزْرِهِ، وَ قَدِمَ عَلی رَبِّهِ آسِفاً لاهِفاً، قَدْ خَسِرَ الدُّنْیَا وَ الآخِرَةَ، ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبینُ[3].

یَا أَیُّهَا النَّاسُ، مَتَاعُ الدُّنْیَا حُطَامٌ مُوبِئٌ فَتَجَنَّبُوا مَرْعَاهُ.

قُلْعَتُهَا أَحْظی مِنْ طُمَأْنینَتِهَا، وَ بُلْغَتُهَا أَزْكی مِنْ ثَرْوَتِهَا.

حُكِمَ عَلی مُكْثِریهَا بِالْفَاقَةِ، وَ أُعینَ[4] مَنْ غَنِیَ عَنْهَا بِالرَّاحَةِ.

مَنْ رَاقَهُ زِبْرِجُهَا أَعْقَبَتْ نَاظِرَیْهِ كَمَهاً، وَ مَنِ اسْتَشْعَرَ الشَّعَفَ بِهَا مَلَأَتْ ضَمیرَهُ أَشْجَاناً.

لَهُنَّ رَقْصٌ عَلی سُوَیْدَاءِ قَلْبِهِ: هَمٌّ یَشْغَلُهُ، وَ غَمٌّ یُحْزِنُهُ، كَذَلِكَ حَتَّی یُؤْخَذَ بِكَظْمِهِ، فَیُلْقی بِالْفَضَاءِ مُنْقَطِعاً أَبْهَرَاهُ، هَیِّناً عَلَی اللَّهِ فَنَاؤُهُ، وَ عَلَی الإِخْوَانِ إِلْقَاؤُهُ[5].

وَ إِنَّمَا یَنْظُرُ الْمُؤْمِنُ إِلَی الدُّنْیَا بِعَیْنِ الاِعْتِبَارِ، وَ یَقْتَاتُ مِنْهَا بِبَطْنِ الاِضْطِرَارِ، وَ یَسْمَعُ فیهَا بِأُذُنِ الْمَقْتِ وَ الإِبْغَاضِ.

إِنْ قیلَ أَثْری قیلَ أَكْدی، وَ إِنْ فُرِحَ لَهُ بِالْبَقَاءِ حُزِنَ لَهُ بِالْفَنَاءِ.

هذَا وَ لَمْ یَأْتِهِمْ یَوْمٌ فیهِ یُبْلِسُونَ[6].

[ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمینَ، ] بِنَا اهْتَدَیْتُمْ فِی الظَّلْمَاءِ، وَ تَسَنَّمْتُمْ الشَّرَفَ[7] [ وَ ] الْعَلْیَاءَ، وَ بِنَا انْفَجَرْتُمْ[8] عَنِ السَّرَارِ.

وُقِرَ سَمْعٌ لَمْ یَفْقَهِ الْوَاعِیَةَ.

وَ كَیْفَ یُرَاعِی النَّبَأَةَ مَنْ أَصَمَّتْهُ الصَّیْحَةُ؟.

رُبِطَ جَنَانٌ[9] لَمْ یُفَارِقْهُ الْخَفَقَانُ.

[صفحه 443]

مَا زِلْتُ أَنْتَظِرُ بِكُمْ عَوَاقِبَ الْغَدْرِ، وَ أَتَوَسَّمُكُمْ بِحِلْیَةِ الْمُغْتَرّینَ.

سَتَرَنی عَنْكُمْ جِلْبَابُ الدّینِ، وَ بَصَّرَنیكُمْ صِدْقُ النِّیَّةِ.

أَقَمْتُ لَكُمْ عَلی سَنَنِ الْحَقِّ فی جَوَادِّ الْمَضَلَّةِ، حَیْثُ تَلْتَقُونَ[10] وَ لا دَلیلٌ، وَ تَحْتَفِرُونَ وَ لا تُمیهُونَ.

اَلْیَوْمَ أُنْطِقُ لَكُمُ الْعَجْمَاءَ ذَاتَ الْبَیَانِ، وَ أُفْصِحُ الْخَرْسَاءَ ذَاتَ الْبُرْهَانِ، لأَنّی فَتَحْتُ الإِسْلاَمَ،

وَ نَصَرْتُ الدّینَ، وَ عَزَّزْتُ الرَّسُولَ، وَ ثَبَّتُّ أَرْكَانَ الإِسْلاَمِ، وَ بَیَّنْتُ أَعْلاَمَهُ، وَ أَعْلَیْتُ مَنَارَهُ، وَ أَعْلَنْتُ أَسْرَارَهُ، وَ أَظْهَرْتُ آثَارَهُ، وَ صَفَیْتُ الدَّوْلَةَ، وَ وَطَّأْتُ لِلْمَاشی وَ الرَّاكِبِ. فَإِنَّهُ شَارَطَنی رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ فی كُلِّ مَوْطِنٍ مِنْ مَوَاطِنِ الْحُرُوبِ وَ صَافَقَنی عَلی أَنْ أُحَارِبَ للَّهِ، وَ أُحَامِیَ للَّهِ، وَ أَنْصُرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ جَهْدی وَ طَاقَتی وَ كَدْحی وَ كَدّی، وَ أُحَامی عَنْ حَریمِ الإِسْلاَمِ،

وَ أَرْفَعَ عَنْ أَطْنَابِ الدّینِ، وَ أُعِزَّ الإِسْلاَمَ وَ أَهْلَهُ، ثُمَّ سَبَقنی إِلَیْهِ التَّیْمِیُّ وَ الْعَدَوِیُّ كَسِبَاقِ الْفَرَسِ احْتِیَالاً وَ اغْتِیَالاً وَ خُدْعَةً وَ غَلَبَةً[11].

عَزَبَ[12] رَأْیُ امْرِئٍ تَخَلَّفَ عَنّی.

مَا شَكَكْتُ فِی الْحَقِّ مُذْ أُریتُهُ[13].

[ لَقَدْ ] كَانَ بَنُو یَعْقُوبَ عَلَی الْمَحَجَّةِ الْعُظْمی حَتَّی عَقُّوا أَبَاهُمْ، وَ بَاعُوا أَخَاهُمْ، وَ بَعْدَ الاِقْرَارِ كَانَتْ تَوْبَتُهُمْ، وَ بِاسْتِغْفَارِ أَبیهِمْ وَ أَخیهِمْ غُفِرَ لَهُمْ.

وَ لَوْ أَنَّ قُرَیْشاً تَابَتْ إِلَیَّ وَ اعْتَذَرَتْ مِنْ فِعْلِهَا لاسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَهَا.

إِنَّهُ[14] لَمْ یُوجِسْ مُوسی عَلَیْهِ السَّلامُ خیفَةً عَلی[15] نَفْسِهِ ارْتِیَاباً وَ لاَ شَكّاً فیمَا أَتَاهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ[16]، بَلْ أَشْفَقَ مِنْ غَلَبَةِ الْجُهَّالِ، وَ دُوَلِ الضَّلالِ، وَ غَلَبَةِ الْبَاطِلِ عَلَی الْحَقِّ. وَ [ أَنَا ] لَمْ أَشُكَّ فیمَا

[صفحه 444]

أَتَانی مِنْ حَقِّ اللَّهِ، وَ لاَ ارْتَبْتُ فی إِمَامَتی وَ خِلاَفَةِ ابْنِ عَمّی وَ وَصِیَّةِ الرَّسُولِ.

اَلْیَوْمَ أَكْشِفُ السَّریرَةَ عَنْ حَقّی، وَ أُجْلِی الْقَذی عَنْ ظُلاَمَتی، حَتَّی یَظْهَرَ لأَهْلِ اللُّبِّ وَ الْمَعْرِفَةِ أَنّی مُذَلَّلٌ مُضْطَهَدٌ مَظْلُومٌ مَغْصُوبٌ مَقْهُورٌ مَحْقُورٌ، وَ أَنَّهُمُ ابْتَزُّوا حَقّی، وَ اسْتَأْثَرُوا بِمیرَاثی[17].

اَلْیَوْمَ تَوَاقَفْنَا عَلی سَبیلِ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ. اَللَّهُمَّ افْتَحْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ [ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفَاتِحینَ ][18].

هذَا مَوْقِفُ صِدْقٍ، وَ مَقَامُ أَنْطِقُ فیهِ بِحَقّی، وَ أَكْشِفُ السِّتْرَ وَ الْغُمَّةَ عَنْ ظُلاَمَتی[19]، وَ مَنْ وَثِقَ بِمَاءٍ لَمْ یَظْمَأْ.


صفحه 442، 443، 444.








    1. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 1 ص 139.
    2. مانع ورد فی البیان و التبیین للجاحظ ج 2 ص 71. و ورد داخر فی نور الأبصار للشبلنجی ص 92.
    3. الحج، 11.
    4. أغنی. ورد فی هامش نسخة الأسترابادی ص 599.
    5. لقاؤه. ورد فی المصدر السابق. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 426.
    6. یبلسون. ورد فی متن شرح ابن میثم ج 5 ص 421. و نسخة الأسترابادی ص 599.
    7. ورد فی الإرشاد للمفید ص 135. و منهاج البراعة للخوئی ج 3 ص 116. و نهج السعادة للمحمودی ج 1 ص 334.
    8. أفجرتم. ورد فی نسخة الصالح ص 51.
    9. جنان من. ورد فی
    10. تلتفتون. ورد فی هامش نسخة الأسترابادی ص 15.
    11. ورد فی البحار للمجلسی ج 29 ص 559 عن العدد القویة ص 189 ح 19 عن الإرشاد لكیفیة الطلب فی أئمة العباد للصفار.
    12. غرب. ورد فی نسخة عبده ص 92. و نسخة العطاردی ص 18 عن نسخة نصیری.
    13. رأیته. ورد فی نسخة العطاردی ص 18 عن نسخة موجودة فی مكتبة ممتاز العلماء فی مدینة لكنهور الهند.
    14. ورد فی الإرشاد ص 135. و البحار ج 29 ص 561. و منهاج البراعة ج 3 ص 116 و ج 17 ص 81. و نهج السعادة ج 1 ص 335.

      باختلاف بین المصادر.

    15. فی. ورد فی البحار ج 29 ص 559 عن العدد القویة ص 189 ح 19 عن الإرشاد لكیفیة الطلب فی أئمة العباد للصفار.
    16. ورد فی المصدر السابق.
    17. ورد فی البحار ج 29 ص 559 عن العدد القویة ص 189 ح 19 عن الإرشاد لكیفیة الطلب فی أئمة العباد للصفار.
    18. الأعراف، 89.
    19. ورد فی البحار ج 29 ص 560 و 564 عن العدد القویة ص 189 ح 19 عن الإرشاد لكیفیة الطلب فی أئمة العباد للصفار.