کد مطلب:90533 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:137
وَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَریكَ لَهُ، شَهَادَةً یُوافِقُ فیهَا السِّرُّ الإِعْلانَ، وَ الْقَلْبُ اللِّسَانَ. [ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ]. مَعَاشِرَ النَّاسِ، اتَّقُوا اللَّهَ، [ وَ ] اتَّقُوا خِدَاعَ الآمَالِ[1] فَكَمْ مِنْ مُؤَمِّلٍ مَا لا یَبْلُغُهُ، وَ بَانٍ مَا لا یَسْكُنُهُ، وَ جَامِعٍ[2] مَا سَوْفَ یَتْرُكُهُ، وَ لَعَلَّهُ مِنْ بَاطِلٍ جَمَعَهُ، وَ مِنْ حَقٍّ مَنَعَهُ. [صفحه 442] أَصَابَهُ حَرَاماً، وَ احْتَمَلَ بِهِ أَثَاماً، فَبَاءَ بِوِزْرِهِ، وَ قَدِمَ عَلی رَبِّهِ آسِفاً لاهِفاً، قَدْ خَسِرَ الدُّنْیَا وَ الآخِرَةَ، ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبینُ[3]. یَا أَیُّهَا النَّاسُ، مَتَاعُ الدُّنْیَا حُطَامٌ مُوبِئٌ فَتَجَنَّبُوا مَرْعَاهُ. قُلْعَتُهَا أَحْظی مِنْ طُمَأْنینَتِهَا، وَ بُلْغَتُهَا أَزْكی مِنْ ثَرْوَتِهَا. حُكِمَ عَلی مُكْثِریهَا بِالْفَاقَةِ، وَ أُعینَ[4] مَنْ غَنِیَ عَنْهَا بِالرَّاحَةِ. مَنْ رَاقَهُ زِبْرِجُهَا أَعْقَبَتْ نَاظِرَیْهِ كَمَهاً، وَ مَنِ اسْتَشْعَرَ الشَّعَفَ بِهَا مَلَأَتْ ضَمیرَهُ أَشْجَاناً. لَهُنَّ رَقْصٌ عَلی سُوَیْدَاءِ قَلْبِهِ: هَمٌّ یَشْغَلُهُ، وَ غَمٌّ یُحْزِنُهُ، كَذَلِكَ حَتَّی یُؤْخَذَ بِكَظْمِهِ، فَیُلْقی بِالْفَضَاءِ مُنْقَطِعاً أَبْهَرَاهُ، هَیِّناً عَلَی اللَّهِ فَنَاؤُهُ، وَ عَلَی الإِخْوَانِ إِلْقَاؤُهُ[5]. وَ إِنَّمَا یَنْظُرُ الْمُؤْمِنُ إِلَی الدُّنْیَا بِعَیْنِ الاِعْتِبَارِ، وَ یَقْتَاتُ مِنْهَا بِبَطْنِ الاِضْطِرَارِ، وَ یَسْمَعُ فیهَا بِأُذُنِ الْمَقْتِ وَ الإِبْغَاضِ. إِنْ قیلَ أَثْری قیلَ أَكْدی، وَ إِنْ فُرِحَ لَهُ بِالْبَقَاءِ حُزِنَ لَهُ بِالْفَنَاءِ. هذَا وَ لَمْ یَأْتِهِمْ یَوْمٌ فیهِ یُبْلِسُونَ[6]. [ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمینَ، ] بِنَا اهْتَدَیْتُمْ فِی الظَّلْمَاءِ، وَ تَسَنَّمْتُمْ الشَّرَفَ[7] [ وَ ] الْعَلْیَاءَ، وَ بِنَا انْفَجَرْتُمْ[8] عَنِ السَّرَارِ. وُقِرَ سَمْعٌ لَمْ یَفْقَهِ الْوَاعِیَةَ. وَ كَیْفَ یُرَاعِی النَّبَأَةَ مَنْ أَصَمَّتْهُ الصَّیْحَةُ؟. رُبِطَ جَنَانٌ[9] لَمْ یُفَارِقْهُ الْخَفَقَانُ. [صفحه 443] مَا زِلْتُ أَنْتَظِرُ بِكُمْ عَوَاقِبَ الْغَدْرِ، وَ أَتَوَسَّمُكُمْ بِحِلْیَةِ الْمُغْتَرّینَ. سَتَرَنی عَنْكُمْ جِلْبَابُ الدّینِ، وَ بَصَّرَنیكُمْ صِدْقُ النِّیَّةِ. أَقَمْتُ لَكُمْ عَلی سَنَنِ الْحَقِّ فی جَوَادِّ الْمَضَلَّةِ، حَیْثُ تَلْتَقُونَ[10] وَ لا دَلیلٌ، وَ تَحْتَفِرُونَ وَ لا تُمیهُونَ. اَلْیَوْمَ أُنْطِقُ لَكُمُ الْعَجْمَاءَ ذَاتَ الْبَیَانِ، وَ أُفْصِحُ الْخَرْسَاءَ ذَاتَ الْبُرْهَانِ، لأَنّی فَتَحْتُ الإِسْلاَمَ، وَ نَصَرْتُ الدّینَ، وَ عَزَّزْتُ الرَّسُولَ، وَ ثَبَّتُّ أَرْكَانَ الإِسْلاَمِ، وَ بَیَّنْتُ أَعْلاَمَهُ، وَ أَعْلَیْتُ مَنَارَهُ، وَ أَعْلَنْتُ أَسْرَارَهُ، وَ أَظْهَرْتُ آثَارَهُ، وَ صَفَیْتُ الدَّوْلَةَ، وَ وَطَّأْتُ لِلْمَاشی وَ الرَّاكِبِ. فَإِنَّهُ شَارَطَنی رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ فی كُلِّ مَوْطِنٍ مِنْ مَوَاطِنِ الْحُرُوبِ وَ صَافَقَنی عَلی أَنْ أُحَارِبَ للَّهِ، وَ أُحَامِیَ للَّهِ، وَ أَنْصُرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ جَهْدی وَ طَاقَتی وَ كَدْحی وَ كَدّی، وَ أُحَامی عَنْ حَریمِ الإِسْلاَمِ، وَ أَرْفَعَ عَنْ أَطْنَابِ الدّینِ، وَ أُعِزَّ الإِسْلاَمَ وَ أَهْلَهُ، ثُمَّ سَبَقنی إِلَیْهِ التَّیْمِیُّ وَ الْعَدَوِیُّ كَسِبَاقِ الْفَرَسِ احْتِیَالاً وَ اغْتِیَالاً وَ خُدْعَةً وَ غَلَبَةً[11]. عَزَبَ[12] رَأْیُ امْرِئٍ تَخَلَّفَ عَنّی. مَا شَكَكْتُ فِی الْحَقِّ مُذْ أُریتُهُ[13]. [ لَقَدْ ] كَانَ بَنُو یَعْقُوبَ عَلَی الْمَحَجَّةِ الْعُظْمی حَتَّی عَقُّوا أَبَاهُمْ، وَ بَاعُوا أَخَاهُمْ، وَ بَعْدَ الاِقْرَارِ كَانَتْ تَوْبَتُهُمْ، وَ بِاسْتِغْفَارِ أَبیهِمْ وَ أَخیهِمْ غُفِرَ لَهُمْ. وَ لَوْ أَنَّ قُرَیْشاً تَابَتْ إِلَیَّ وَ اعْتَذَرَتْ مِنْ فِعْلِهَا لاسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَهَا. إِنَّهُ[14] لَمْ یُوجِسْ مُوسی عَلَیْهِ السَّلامُ خیفَةً عَلی[15] نَفْسِهِ ارْتِیَاباً وَ لاَ شَكّاً فیمَا أَتَاهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ[16]، بَلْ أَشْفَقَ مِنْ غَلَبَةِ الْجُهَّالِ، وَ دُوَلِ الضَّلالِ، وَ غَلَبَةِ الْبَاطِلِ عَلَی الْحَقِّ. وَ [ أَنَا ] لَمْ أَشُكَّ فیمَا [صفحه 444] أَتَانی مِنْ حَقِّ اللَّهِ، وَ لاَ ارْتَبْتُ فی إِمَامَتی وَ خِلاَفَةِ ابْنِ عَمّی وَ وَصِیَّةِ الرَّسُولِ. اَلْیَوْمَ أَكْشِفُ السَّریرَةَ عَنْ حَقّی، وَ أُجْلِی الْقَذی عَنْ ظُلاَمَتی، حَتَّی یَظْهَرَ لأَهْلِ اللُّبِّ وَ الْمَعْرِفَةِ أَنّی مُذَلَّلٌ مُضْطَهَدٌ مَظْلُومٌ مَغْصُوبٌ مَقْهُورٌ مَحْقُورٌ، وَ أَنَّهُمُ ابْتَزُّوا حَقّی، وَ اسْتَأْثَرُوا بِمیرَاثی[17]. اَلْیَوْمَ تَوَاقَفْنَا عَلی سَبیلِ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ. اَللَّهُمَّ افْتَحْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ [ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفَاتِحینَ ][18]. هذَا مَوْقِفُ صِدْقٍ، وَ مَقَامُ أَنْطِقُ فیهِ بِحَقّی، وَ أَكْشِفُ السِّتْرَ وَ الْغُمَّةَ عَنْ ظُلاَمَتی[19]، وَ مَنْ وَثِقَ بِمَاءٍ لَمْ یَظْمَأْ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ الأَوَّلِ قَبْلَ كُلِّ أَوَّلٍ، وَ الآخِرِ بَعْدَ كُلِّ آخِرٍ، بِأَوَّلِیَّتِهِ وَجَبَ أَنْ لا أَوَّلَ لَهُ، وَ بِآخِریَّتِهِ وَجَبَ أَنْ لا آخِرَ لَهُ.
صفحه 442، 443، 444.
باختلاف بین المصادر.